الدمياطي، والعراقي، والآمدي، وآخر من روى عنه إجازة زينبُ بنتُ الكمال، توفي سنة 648 - رحمه الله -.
ولد سنة 589، وسمع من أبيه، وأجاز له ذاكر بن كامل، وعني بهذا الشأن، وقرأ الكتب، وكتب الكثير بخطه، وامتُحن بقراءته شيئًا من أحاديث الصفات، وسعى به بعض المتجهمة، وحبس مدة، ثم أفرج عنه. توفي سنة 649، وكان له جمع عظيم، وشُدَّ تابوتُه بالحبال، وأكثرَ العوام الصياح في الجنازة، قال ابن رجب: هذه غايات الصالحين. قال ابن الساعي: ولم أر ممن كان على قاعدته فعلَ في جنازته مثلَ ذلك؛ فإنه كان كهلاً يتصرف في أعمال السلطان، ويركب الخيل، ويحلي فرسه بالفضة على عادة أعيان المتصرفين. قال ابن رجب: قلت: حصل له ذلك ببركة السنة. قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: بيننا وبينهم الجنائز.
ولد سنة 590 تقريبًا بحران، وحفظ بها القرآن، وسمع من عمه المذكور، والحافظ عبد القادر الرهاوي، وحنبل الرصافي، ثم ارتحل إلى بغداد مع ابن عمه سيف الدين عبد الغني، فسمع بها من ابن سكينة، والحافظ ابن الأخضر، وابن طَبَرْزَد، وغيرهم، وأتقن العربية والحساب، والجبر والمقابلة والفرائض على أبي البقاء العكبري، وبرع في هذه العلوم وغيرها. قال الذهبي: كان الشيخ جمال الدين بنُ مالك يقول: أُلين للشيخ المجد الفقهُ كما أُلين لداودَ، الحديد. ولما حجَّ من بغداد في آخر عمره، اجتمع به العلامة ابن الجوزي، فابتهر له، وقال: هذا الرجل ما عندنا ببغداد مثلُه. أثنى عليه ابن حمدان، وقد سمع عليه.