230 - عبد المنعم بنُ محمدِ بنِ الحسين.

ولد سنة 550، برع في الفقه والأصول والخلاف والجدل، ودرَّس، وأم الناس في الصلاة.

قال ابن النجار: سمع معنا أخيرًا من مشايخنا فأكثر، حدَّث بيسير، وأفتى، وقد روى عنه ابن الساعي بالإجازة، وقال: أنشدني هذين البيتين:

إذا أفادَكَ إنسانٌ بفائدةٍ ... من العلوم فأظهرْ شكرَها أَبَدا

وقلْ فلانٌ جزاه الله صالحةً ... أفادنيها وألقِ الكبرَ والحسدا

وتوفي سنة 612.

231 - أبو الفتح محمد بنُ عبد الغني بنِ عبدِ الواحد، الحافظُ، ويلقب: عز الدين.

ولد سنة 566 بدمشق، واسمعه بها والده في صغره من أبي المعالي، وارتحل إلى بغداد وأصبهان، وسمع بها من حفاظها، وسمع من ابن الجوزي "مسند الإمام أحمد"، وقرأ على أبي البقاء الفقه واللغة، وسمع بمصر من البوصيري.

قال ابن النجار: سمعنا منه وبقراءته كثيرًا، وكتبَ بخطه كثيرًا، وحصَّل كثيرًا من الأصول شراء، واستنسخ كثيرًا، وكان من أئمة المسلمين، حافظًا للحديث متنًا وإسنادًا، عارفًا بمعانيه وغريبه ومشكله، مع صدق وأمانة وحسن طريقة.

قال الحافظ الضياء: وكان غزير الدمعة عند القراءة، وكان يقرأ الحديث للناس كل ليلة جمعة، وخرَّج التخاريج، روى عنه: ابناه، والحافظ ضياء الدين، وابن النجار.

توفي سنة 613. رُئي له منامات صالحة متعددة، منها: أنه رئي في المنام بعد موته - وكأن وجهَه البدر - قال الرائي: ما رأيت أحدًا في الدنيا على صورته، وله شعر باين من تحت عمامته، لم أر شعرًا مثل سواده، فقلت له: يا عز الدين! كيف أنت؟ قال: أنا وأنت من أهل الجنة. ورآه آخر، فقال له: بالله عليك! ماذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015