البين، سلمتَ من العُجْب، قال: حدثني الشيخ طلحة: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: يا رسول الله! أيثاب الرجل على قراءة القرآن؟ فقال: نعم، فقلت: بفهم أو بغير فهم؟ قال: بفهم وبغير فهم، قلت: كلام الله بحرف وصوت؟ قال: وهل يكون كلامٌ بغير حرف وصوت؟ قاله ثلاثًا، قال: وهذا المنام عندي بخط الشيخ طلحة. وحدثني الجياني ببغداد وأصبهان، وروى عنه ابن الجوزي عدة منامات في كتبه. توفي سنة 605، ذكره ابن نقطة، والمنذري، والقطيعي.
ولد سنة 519. سمع بدمشق، وتفقه على مذهب أحمد مدة، وروى عنه جماعة، منهم: الحافظ المنذري، وابن النجار. توفي سنة 606.
قال الشيخ موفق الدين: حدثنا ابن المنجا، قال: كنت يومًا عند الشيخ أبي البيان، وقد جاءه ابن تميم، فقال: ويحك! الحنابلة إذا قيل لهم: من أين لكم أن القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله تعالى: الم، حم، كهيعص، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا أقول: "الْمَ حرف، ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"، أو كما قال، وأنتم إذا قيل لكم: من أين قلتم: إن القرآن معنى في النفس؟ قلتم: قال الأخطل:
إنَّ الكلامَ لَفي الفؤادِ وإنَّما ... جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دَليلا
فالحنابلة أتوا بالكتاب والسنة، وقالوا: قال الله، وقال رسوله، وأنتم قلتم: قال الأخطل - شاعر نصراني خبيث -، أما استحييتم من هذا القبيح؟! جعلتم دينكم مبنيًا على قول نصراني، وخالفتم قول الله وقولَ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو كما قال. قال ابن الخشاب: فتشت دواوين الأخطل، فلم أجد هذا البيتَ فيها، قال أبو النصر السجزيم: إنما قال الأخطل: "إن البيان من الفؤاد"، فحرفوه وقالوا: إن الكلام .......