"النصيحة في الأدعية الصحيحة"، وكتاب "الاقتصاد في الاعتقاد"، وكتاب "الكمال في معرفة الرجال" يشتمل على رجال "الصحيحين"، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في عشر مجلدات، وفيه إسناده وذكر الضياء محنَ الحافظ، منها: أن الحافظ قال: كنا بالموصل نسمع "الجرح والتعديل" للعقيلي، فأخذني أهل الموصل، وحبسوني في دار، وأرادوا قتلي من أجل ذكر أبي حنيفة فيه، وجاءني رجل طويل، ومعه سيف، فقلت: لعل هذا يقتلني وأستريح، فلم يصنع شيئًا، ثم إنهم أطلقوني. ثم ذكر الضياء طرفًا من فراسته وهي ملحقة بنوع من كراماته، توفي - رحمه الله - في سنة 600. ووقع لابن الحنبلي في وفاته وهم، فقال: سنة 595. ورثاه غير واحد، منهم: الإمام العلامة محمد بن سعيد المقدسي بقصيدة، أولها:

هذا الذي كنتُ يومَ البينِ احتسبُ ... فليقْضِ دمعُك عني بعضَ ما يجبُ

يا خيرَ من قالَ بعدَ الصحبِ حَدَّثنا ... ومن إليه التُّقى والدينُ ينتسبُ

أحييتَ سُنَّتَه من بعدِ ما دُفنت ... وشِدْتَها وقد انهدَّتْ لها رُتَبُ

وصُنْتَها عن أباطيلِ الرُّواةِ لها ... حتى استنارتْ فلا شَكٌّ ولا رِيَبُ

ما زلتَ تمنحُها أهلاً وتمنَعُها ... من كانَ يُلهيه عنها الثغرُ والشَّنَبُ

روى: أن النور يُرى على قبر الحافظ كل ليلة جمعة. ورأى رجل في النوم: أنه في أرض واسعة، وفيها قوم عليهم ثياب، وهم كثيرون، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له: هؤلاء ملائكة السماء نزلوا لموت الحافظ عبد الغني. وقال الإمام أحمد بن محمد بن عبد الغني: رأيت البارحة الكمال - يعني: عبد الرحيم - في النوم، وعليه ثوب أبيض، فقلت له: يا فلان! أين أنت؟ قال: في جنة عدن، فقلت: أيما أفضل الحافظُ عبدُ الغني أو الشيخ أبو عمرو؟ فقال: ما أدري، وأما الحافظ، فكلَّ ليلة جمعة يُنصب له كرسي تحت العرش، ويُقرأ عليه الحديث، ويُنثر عليه الدر والجوهر، وهذا نصيبي منه، وكان في كمه شيء. وقد ذكروا له غير ذلك من المنامات المرئية له في حياته وبعد مماته، رح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015