لصغرهما، قال: وقد أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على تسميته: مزمور الشيطان، وربما أشار إلى أنه منسوخ، وهذا مذهب ضعيف، توفي - رحمه الله تعالى - سنة 583.
وذكر ابن النجار في ترجمة داود بن أحمد الضرير: أنه سمعه يقول: سمعت يعقوب بن يوسف الحربي، يقول: رأيت عبد المغيث في المنام بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال:
العلمُ يُحيي أُناسًا في قبورِهِمُ ... والجهلُ يُلْحِقُ أحياءً بأمواتِ
ولد سنة 522، وأسمعه والده في صباه من ابن البناء، والقزاز، والأرموي، وأبي الوقت، وغيرهم، وقرأ الفقه على والده حتى برع فيه، ودرس نيابة عن والده بمدرسته وهو حي، وقد نيف على العشرين من عمره، وكان كَيَّسًا ظريفًا من ظرفاء أهل بغداد، متماجنًا، وله لسان فصيح في الوعظ، وإيراد مليح، مع عذوبة ألفاظ، وحدة خاطر، وكان لطيفًا مليح النادرة، ذا مزاح ودعابة، وكانت له مروءة وسخاء.
قال أبو شامة: قيل له يومًا في مجلس وعظه: ما تقول في أهل البيت؟ قال: أعموني، وكان أعمش أجاب عن بيت نفسه. وقيل له يومًا: بأي شيء تعرف المُحِقَّ من المبطل؟ قال: بليمونة - أراد: من يخضب، يزول خضابُه بليمونةِ. وقال ابن البزوري: وعظ يومًا، فقال له شخص: ما سمعنا بمثل هذا، فقال: لا شك يكون هذيان. وكان له نوادر كثيرة. وسمع منه جماعة، منهم: ابن القطيعي، وروى عنه ابن الدبيتي.
وتوفي سنة 593، ودفن عند عبد الدائم الواعظ - رحمهما الله تعالى رحمة واسعة -.
حفظ الكتاب، وسمع الحديث الكثير، وقرأ "صحيح مسلم" في ثلاثة