وذكر أن فتى من أصحاب الحديث أنشد في مجلس أبي زرعة الرازي هذه الأبيات، فاستحسنت منه:
دينَ النبيِّ محمدٍ أَختارُ ... نِعْمَ المطيَّةُ للفتى الآثارُ
لا تعدلَنَّ عن الحديثِ وأهلِه ... فالرأيُ ليلٌ، والحديثُ نهارُ
ولربَّما غلطَ الفتى إثْرَ الهدى ... والشمسُ بازغةٌ لها أنوارُ
ولد سنة 443، سمع الحديث من والده وجدَّه لأمه ورحل في طلب الحديث والعلم إلى الأمصار الكثيرة، له معرفة بعلومه، وبالجرح والتعديل. وكان ذا عفة وديانة وصيانة وسُنة، وحسنَ التلاوة للقرآن، كثيرَ الدرس له.
توفي سنة 469 - رحمه الله وعوضه الجنة -، وله ست وعشرون سنة.
ولد سنة 388، صحب الوالد، وسمع الحديث، قال ابن النجار: كان رجلاً صالحًا صدوقًا، حافظًا لكتاب الله، عالمًا بالفرائض، خرَّج تخاريج، وجمع فنونًا من الأحاديث وغيرها.
قال: أنبأنا ابن مخلد، قال: أنبأنا إسماعيل الصفار، قال ابن عرفة، قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عاصم الأحول يقول: حدثني شرحبيل: أنه سمع أبا سعيد، وأبا هريرة، وابن عمر - رضي الله عنهم - يحدثون: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذهب بالذهب، وزنًا بوزن، مثلاً بمثل، من زاد وازداد، فقد أربى".
ولد سنة 411. قال ابن الجوزي: كان عالمًا فقيهًا، ورعًا زاهدًا قوالاً بالحق لا يحابي، ولا تأخذه في الله لومة لائم، يقصده جماعة من الفقهاء المخالفين، وكان شديد القول واللسان على أهل البدع، ولم تزل كلمته عالية عليهم، ولا يرد يده عنهم أحد، وانتهت إليه في وقته الرحلةُ لطلب مذهب الإمام أحمد، ذكره ابن