وخاتم أنبيائه - صلى الله عليه، عليهم وسلم، وشرف وكرم وعظم -.

169 - محمد بن علي بن عبد الواحد، قاضي القضاة، جمالُ الإسلام، كمالُ الدين ابن الزملكاني الدمشقيُّ، كبيرُ الشافعية في عصره.

سمع من ابن علان، وابن الواسطي، وطلب الحديث، وقرأه، وأفتى وله نيف وعشرون سنة، وكان يضرب بذكائه المثل، وقرأ على الصفي الهندي.

وكان شكلُه حسنًا، ومنظره رائعًا، وتجمله في بِزَّته وهيئته غاية، وشيبته منورة بنور الإسلام، يكاد الورد يُقتطف من وجنتيه، وعقيدتُه صحيحة متمكنة أشعرية، وفضائله عديدة. صنف أشياء: منها: "رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة الطلاق"، و"رسالة في الرد عليه في مسألة الزيارة"، ولكن الحق فيهما مع ابن تيمية؛ نظرًا إلى الدليل، وقد أثنى على شيخ الإسلام ثناء حسنًا كثيرًا كبيرًا.

ولد سنة 667، وتوفي سنة 727، قيل إنه سُمّ في الطريق، وأدركه الأجل في بلبيس، وعودي، وحُسد، وعُمل عليه، ولطف الله تعالى به، وله قصيدة يذكر فيها الكعبة المعظمة، ويمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكرها في "الفوات".

170 - محمد بن محمودِ بنِ الحسنِ بنِ هبةِ اللهِ، الحافظُ الكبيرُ، محبُّ الدين، ابنُ النجار، البغداديُّ، صاحبُ "التاريخ".

ولد سنة 578، سمع من ابن الجوزي وجماعة، وله رحلة واسعة إلى الشام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو وهراة ونيسابور، وسمع الكثير، وحصل الأصول والمسانيد، واستدرك في "التاريخ" على الخطيب دلَّ على تبحره في هذا الشأن، وسعة حفظه، اشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، ورحل سبعًا وعشرين سنة.

يقال: إن السلطان سأله عن وفاة الشافعي، متى كانت؟ فبهت، هذا من التعجيز لمثل هذا الحافظ الكبير، فسبحان من له الكمال! وله كتاب "القمر المنير في المسند الكبير"، ذكر كل صحابي، وما له من الحديث. ومن شعره:

وقائل قالَ يومَ العيدِ لي ورأى ... تَمَلُّلي ودموعَ العينِ تَنْهَمِرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015