مثلها: أنه قال: لا يكون لله ولي إلا على اعتقاد أحمد بن حنبل، قال الحافظ بن النجار في "تاريخه": كان الشيخ عبد القادر يقول: الخلق حجابُك عن نفسك، ونفسُك حجابك عن ربك، ما دمت ترى الخلق، لا ترى نفسَك، وما دمت ترى نفسك، لا ترى ربك.
وقال: ما ثَمَّ إلا خالق وخَلْق، فإن: اخترت الخالق، فقل كما قال الخليل: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 77]، ثم قال: من ذاقه فقد عرفه، فاعترضه سائل، فقال: يا سيدي! من غلبت عليه مرارة الصَّدِّ كيف يجدُ حلاوةَ الذوق؟ قال: يتعمد قيء الشهوات من قلبه.
قال ابن رجب: وأخبار الشيخ عبد القادر كثيرة. قال ابن الجوزي: توفي الشيخ ليلة السبت ثامن، وقال غيره: تاسع ربيع الآخر سنة 561 بعد المغرب، ودفن من وقته بمدرسته، وبلغ سبعين سنة. وسمعت أنه كان يقول عند موته: رفقًا رفقًا، ثم يقول: وعليكم السلام، وعليكم السلام، أجيء إليكم، وقبره ظاهر يزار بمدرسته ببغداد.
وروى ابن رجب أيضًا حديثًا بسنده - فيه الشيخ عبد القادر - ما نصه: عن كعب بن مالك - رضي الله عنه -، قال: قلّما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إذا أراد سفرًا إلا يوم الخميس، انتهى.
ولد بجيلان سنة 491، وتوفي سنة 561، وروى عنه: أبو سعد السمعاني، والحافظ عبد الغني، وكان إمامَ زمانه، وقطبَ عصره، وشيخَ شيوخ الوقت بلا مدافعة، وله كلام على لسان أهل الطريق، درَّسَ وأفتى، وصنَّف في الفروع والأصول، وصار مجتهدًا، وولد له تسعة وأربعون ولدًا: عشرون ذكرًا، والباقي إناث - رحمه الله تعالى -.