والقدر، وفي علوم المعرفة موافقٌ للسنة، وله كتاب "الغنية لطالبي طريق الحق - عز وجل -"، وهو معروف، وله كتاب "فتوح الغيب"، وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيرًا، وكان متمسكًا في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسنة، مبالغًا في الرد على مَنْ خالفها.

قال في كتابه "الغنية": وهو بجهة العلو مستوٍ على العرش، محتوٍ على الملك، محيطٌ علمُه بالأشياء، إليه يصعد الكَلِمُ الطيب، والعملُ الصالح يرفعه، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال: إنه في السماء - على العرش - كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وذكر آيات وأحاديث، إلى أن قال: وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، قال: وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على لسان كل نبي أرسل بلا كيف، وذكر كلاماً طويلاً وذكر نحو هذا في سائر الصفات.

وذكر أبو زكريا الصرصري عن شيخه العارف علي بن إدريس: أنه سأل الشيخَ عبد القادر، فقال: يا سيدي! هل كان لله وليٌّ على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ فقال: ما كان ولا يكون. وقد نظمه الصرصري في قصيدته.

وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية، رح: حدثني الشيخ عز الدين أحمدُ بنُ إبراهيم الفاروقي: أنه سمع شهاب الدين عمر بن محمد السهرورديّ، صاحب "العوارف"، قال: كنت قد عزمت على أن أقرأ شيئًا من علم الكلام، وأنا متردد: هل أقرأ "الإرشاد" لإمام الحرمين، أو "نهاية الإقدام" للشهرستاني، أو كتاباً آخر، ذكره؟ فذهبت مع خالي أبي النجيب، وكان يصلي بجنب الشيخ عبد القادر، فالتفت الشيخ عبد القادر إليَّ، وقال لي: يا عمر! ما هو من زاد القبر؟ ما هو من زاد القبر؟ فرجعت عن ذلك، قال الشيخ تقي الدين: ورأيت هذه الحكاية معلقة بخط الشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي - رحمه الله -.

وحكى الشيخ الزاهد عليُّ بن سليمان الخباز عن الشيخ عبد القادر، وناهيك به! فإنه صاحب المكاشفات والكرامات التي لم ينقل لأحد من أهل عصره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015