الحمصي، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني.
وكان من العلماء الأجلاء، حكى عن الإمام الشافعي، وقد اختلف العلماء في أمره، فمنهم من وثقه في الرواية، ومنهم من نسبه إلى الكذب.
قال بقية بن الوليد: كنت كثيرًا أسمع شعبةَ بنَ الحجاج وهو يُسأل عن مقاتل؛ فما سمعته قطُّ ذكره إلا بخير، وسئل عبد الله بنُ المبارك عنه، فقال: رحمه الله، لقد ذُكر لنا عنه عبادة، وروي عن عبد الله بن المبارك أيضًا: أنه ترك حديثه، وسئل إبراهيم الحربي عن مقاتل، هل سمع من الضحاك بن مزاحم؟ فقال: لا، مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بأربع سنين، وقال إبراهيم أيضا: لم يسمع مقاتل عن مجاهد شيئًا، ولم يلقه، وقال أحمد بن يسار: كان من أهل بلخ، وتحول إلى مرو، وخرج إلى العراق، وهو متهم متروك الحديث مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان دجالًا جسورًا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة؛ 1 - ابنُ أبي يحيى بالمدينة، 2 - والواقدي ببغداد، 3 - ومقاتل بن سليمان بخراسان، 4 - ومحمد بن سعيد - ويعرف بالمصلوب - بالشام. وذكر وكيع يومًا مقاتلًا، فقال: كان كذابًا. وقال أبو بكر الآجري: سألت أبا داود سليمانَ بن الأشعث عن مقاتل؟ فقال: تركوا حديثه، وقال عمرو بن علي الفلاس: كذاب، متروك الحديث.
وقال البخاري: سكتوا عنه؛ وقال في موضع آخر: لا شيء البتة، وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال أحمد بن حنبل: ما يعجبني أن أروي عنه شيئًا. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث، وقال زكريا بن يحيى الساجي: قالوا: كان كذابًا متروك الحديث. وقال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: كان يأخذ عن اليهود والنصارى علمَ القرآن العزيز الذي يوافق كتبهم، وكان مشبهًا يشبه الربَّ بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث.