قال لي: الصلاة ما عند الله شيء أفضل منها، فمن واظب عليها محافظًا على السنة والجماعة، ما يلقى إلا الخير الكثير. ورآه أبو الحسن النجار، وكان يلازم الشيخَ لسماع الحديث، قال: رأيته بعد موته في المنام على كرسي، وتحته رجال ونساء كثير، سمعته ينشد:
تَجَلَّى الحبيبُ لأحبابِهِ ... فطوبى لمَنْ كان يُعنىِ بهِ
فلمَّا تجلَّى لهم كَبَّروا ... وخَرُّوا سجودًا على بابِهِ
والمنامات الصالحة له كثيرة.
كان من طلبة الحديث المشهورين به، المكثرين من سماعه وكتابته، والراحلين في تحصيله، دخل خراسان وبلاد الجبل والجزيرة والشام ومصر، ولقي المشايخ، وأخذ عنهم، واستفاد منهم، وكتب الكثير، وعلق التعاليق النافعة، وذَيَّلَ على "الإكمال" كتابِ الأمير أبي نصر بن ماكولا المقدَّم ذكره، وما أقصر فيه، وجاء في مجلدين، وله كتاب آخر لطيف في الأنساب، مثل الذيل على كتابي محمدِ بن طاهرٍ المقدسيَّ، وأبي موسى الأصبهاني، وكتاب "التقييد لمعرفة الرواة والسنن المسانيد".
قال ابن خلكان: وكنت أسمع به في وقته، ولم أجتمع به، وذكره أبو البركات بن المستوفى في "تاريخ أربل"، وعده في جملة من وصل إليها، وسمع الحديث بها، وأثنى عليه.
توفي في الثاني والعشرين من صفر سنة 629 ببغداد، وهو في سن الكهولة - رحمه الله تعالى -، ذكر له ابن رجب ترجمة حسنة، وأثنى عليه كثيرًا.
سمع الحديث كثيرًا، وعلق تعاليق مفيدة، وكانت له محفوظات حسنة، وكان يوردها ويستعملها في محاورته.