لقاءُ الناسِ ليس يفيدُ شيئًا ... سوى الهذيانِ من قيلٍ وقالِ
فأَقلِلْ من لقاء الناس، إلا ... لأخذِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ
وكان قد أدرك بدمشق الخطيبَ أبا بكر الحافظ، وروى عنه وعن غيره، وروى الخطيب أيضًا عنه.
كانت ولادته قبل العشرين وأربع مئة، وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة 488 ببغداد. قال السمعاني في كتاب "الأنساب" في ترجمة الميورقي: إنه توفي في صفر سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، هكذا وجدته في "المختصر"، الذي اختصره أبو الحسن علي بن الأثير الجزري المقدم ذكره، وفي كتاب "الذيل" للسمعاني: أنه توفي ليلة الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجة سنة 488، وهو الصواب.
والحُمَيْدي - بضم الحاء - نسبة إلى حُميد جدّ المذكورَ - رحمه الله تعالى -، ذكر له المقري في "نفح الطيب" ترجمة حافلة حسنة، وقال: كان إمامًا من أئمة المسلمين في حفظ الحديث، ومعرفة علله، وحرصه على نشر العلم، وبثِّه في أهله، وذكره الحجازي في "الملهب"، وأثنى عليه ثناء حسنًا، قال: وهو من علماء أئمة الحديث، لازمَ ابن حزم في الأندلس، واستفاد منه. ومن شعره - رضي الله عنه -:
ألفتُ الهَوى حتى أنستُ بوحشِها ... وصرتُ بها لا في الصَّبابَةِ مولَعا
فلمْ أُحْصِ كم رافقتُه من موافِقٍ ... ولم أُحْصِ كَمْ خيمتُ في الأرض مَوْضِعا
ومن بعدِ جَوْبِ الأرض شرقًا ومغربًا ... فلا بدَّ لي من أن أوافيَ مَصْرَعا
وله رح:
طريقُ الزهدِ أفضلُ ما طريقِ ... وتقوى الله تاليةُ الحقوقِ
فثقْ باللَّه يَكفكَ واستَعِنْه ... يُعِنْكَ ودعْ بنياتِ الطريقِ
وله:
كلام الله عزَّ وجَلَّ قولي ... وما صَحَّتْ به الآثارُ دِيني