والقزويني - بفتح القاف وكسر الواو -: نسبة إلى قزوين، وهي من أشهر مدن عراق العجم، خرج منها جماعة من العلماء.
كان عارفًا واسعَ العلم، تفقه، ثم طلب الحديث، وغلب عليه، فاشتهر به، وسمعه من جماعة لا يحصون كثرة؛ فإن معجمَ شيوخه يقرب من ألفي رجل، حتى روى عمن عاش بعده؛ لسعة روايته، وكثرة شيوخه، وصنف في علومه ما يبلغ ألفًا وخمس مئة جزء، منها: "الصحيحان"، و"العلل"، و"الأمالي"، و"فوائد الشيوخ"، و"أمالي العشيات"، و"تراجم الشيوخ". وأما ما تفرد بإخراجه، فـ "معرفة الحديث"، و"تاريخ علماء نيسابور"، و"المدخل إلى علم الصحيح"، و"المستدرك على الصحيحين"، و"ما تفرد به كل واحد من الإمامين"، و"فضائل الإمام الشافعي"، وله إلى الحجاز والعراق رحلتان.
وكانت الرحلة الثانية سنة ستين وثلاث مئة، وناظر الحفاظَ، وذاكرَ الشيوخ، وكتب عنهم أيضًا، وباحث الدارقطنيَّ فرضيه، وتقلد القضاء بنيسابور في سنة 359 في أيام الدولة السامانية، ووزارة أبي النصر محمد بن عبد الجبار العتبي، وقلد بعد ذلك قضاء جرجان، فامتنع، وكانوا ينفذونه في الرسائل إلى ملوك بني بويه.
وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة بنيسابور.
وتوفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة 405، وقال الجيلي في كتاب "الإرشاد": توفي سنة ثلاث وأربع مئة، وسمع الحديث في سنة 330، وأملى بما وراء النهر سنة 55،، وبالعراق سنة 367، ولازمه الدارقطنيُّ، وسمع منه أبو بكر القفال الشاشي، وأنظارهما.
والبَيِّع: - بتشديد الياء وكسرها -، وإنما عرف بالحاكم؛ لتقلده القضاء.