تناسبا مع قصرها ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم مصورا قصرها" ما الدنيا في الآخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بم يرجع"
وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كفتيه. فمر بجندي أسك
(به عيب) ميت فتناوله فاخذ باذنه ثم قال:
" أيكم يحب ان هذا له بدرهم"؟ فقالوا: ما نحب انه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: " اتحبون انه لكم"؟ قالوا:
والله لو كان حيا كان عيبا أنه أسك فكيف وهو ميت؟
فقال:" فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم"
والغريب وعابر السبيل اسمان يطلقان على الذي يمر ببلد ليس هو من اهلها ولا هي موطنه الاصلي - وهذه هي حقيقة الدنيا - انها ليست الموطن الاصلي واننا مسافرون او عابرو سبيل خلال هذه الدنيا كما عبر عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم اذ يقول لابن عمر رضي الله عنه
كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل واذا كان كذلك فما اجدر بعابر السبيل ان يتزود لاكمال رحلته لموطنه الاصلي فهناك الراحة الحقيقية ... وعندما يصل هناك ينتهي النصب وهذا هو الفارق بين اصحاب الحق واصحاب الباطل او قل انه احد الفوارق بان اصحاب الباطل يعتبرون الدنيا دار اقامة والموطن الاصلي لهم وذلك من تزيين الشيطان ومن هذا المنطلق فانهم يتكالبون عليه مستصغرين كل منكر يفعلونه عليها ويتجاذبونها حتى تهلكهم. ولقد اجاد ذلك الشاعر الذي خاطب تلك الفئة المتكالبة على الدنيا ووصف لهم الدنيا بانها منزل ركب حلوا به ثم رحلوا وان العيش فيها نكد وان ساكنها لا يسوغ له عيش لما يلاقيه فيها من الروعات المستمرة تريد نفسه الهروب. والموت يتبعها ويسعى الساكن فيها كل حياته لغيره والقبر لا يرث منه الا الاعمال الصالحة.