قال الله تعالى:"يا أيهاالذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد" يقول الامام ابن قدامة المقدسي:
" وهذه اشارة الى المحاسبة بعد مضي العمل ولذلك قال عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا.
وقال الحسن: المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه.
وقال ان المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول: والله اني لأشتهيك وانك لمن حاجتي ولكن والله ما في حيلة اليك هيهات حبل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع الى نفسه فيقول: ما اردت الى هذا مالي ولهذا والله لا اعود الى هذا ابدا ان شاء الله.
ومعنى المحاسبة ان ينظر في راس المال وفي الربح وفي الخسران لتبين له الزيادة من النقصان فراس المال في دينه الفرائض وربحه النوافل والفضائل وخسرانه المعاصي وليحاسبها اولا على الفرائض او هي كمل يقول الامام البنا:" استعراض اعمال اليوم ساعة نوم فان وجد الاخ خيرا فليحمد الله وان وجد غير ذلك فليستغفر وليسئل ربه ثم يجدد التوبة وينام على افضل العزائم" اما ذلك الذي يترك نفسه بلا فطام وبلا حساب ولا تزكية فهو معرض لمرض قسوة القلب او الميلان الى الدنيا فلأولى دواء له معرفة حقيقة الدنيا ...
معرفة حقيقة الدنيا
وقد مثل القرآن الكريم الدنيا بصورة رائعة اذ يقول تعالى:" واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح " بهذه اللمسات السريعة المتلاحقة يرسم القرآن الدنيا