الحكم بها وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن كالقياس وخبر الواحد وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات والحالة الثانية ان يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده فهذا هو الشك فلا يجوز الحكم به وهو المنهي عنه على ما قررنا آنفا".

وخير الدعاة الى الله ان يتركوا الظنون السيئة كلها ويشتغلوا بما يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم وآخرتهم والا يضيعوا أي دقيقة هباء لئلا يندموا عليها يوم الحساب عندما تعرض الأعمال" فلا يتركوا نفوسهم نهبا لكل ما يهجس فيها حول الآخرين من ظنون وشبهات وشكوك. وتعليل هذا الامر" ان بعض الظن اثم" وما دام النهي منصبا على اكثر الظن والقاعدة ان بعض الظن اثم فان ايحاء هذا التعبير للضمير هو اجتناب الظن السيء اصلا لانه لا يدري اي ظنونه تكون اثما بهذا يظهر القرآن الضمير من داخله لئلا يتلوث بالظن السيء فيقع في الاثم بل يدعه نقيا بريئا من الهواجس والشكوك أبيض يكن لاخوانه المودة التي لا يخدشها ظن السوء والبراءة التي لا تلوثها الريب والشكوك والطمأنينة التي لا يعكرها القلق والتوقع. وما أروع الحياة في مجتمع بريء من الظنون".

ومن التزم طريق الظن وأبى أن يزكي نفسه عنه فان ذلك يوصله حتما الى طريق أظلم منه فيه مستنقعات اتخذتها الحشرات مسكنا فأبى الا أن يخوض فيها ويدنس قدميه - ذلك هو طريق الغيبة

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015