ويدور الشيطان حول الانسان لينفث من وساوسه في قلبه ويوهمه انه لا شيء في اخذ الغيبة ما دام ذلك لازالة المنكر ورد العاصي الى الصواب ولو كان الامر كذلك لهان كل شيء ولكنه لا يلتزم بهذا الشرط مبدأ يرتكز عليه عند اخذه للغيبة - فتراه يغتاب كل من يخالفه في رأي او فكرة وكأنه يأكل من لحمه وهو ميت كما قال الله تعالى:
" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه".
ولقد قالت عائشة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم" حسبك من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال:
" لقد قلت كلمة لو مزجت بها البحر لمزجته"
الله أكبر كلمة واحدة مزجت البحر فما بال ذلك الصنف من الدعاة الذين يغتابون مخالفيهم بالراي وبالفروع بكلمات وليست بكلمة واحدة ويا ليتها بمستوى قصيرة"
قال الحسن:" الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله تعالى:
الغيبة والافك والبهتان. فأما الغيبة فهو ان تقول في اخيك ما هو فيه واما الافك فان تقول ما بلغك عنه. واما البهتان فان تقول فيه ما ليس فيه"
ولقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعريفا تجعله قاعدة لنا تخلصنا من التاويلات الملتوية - فال صلى الله عليه وسلم:
" أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله اعلم قال:
ذكرك اخاك بما