القرآن الكريم على ازالة هذا المرض الفتاك فقال تعالى:

" يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم".

وثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولا تحسوا ولا تجسوا وتناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا".

" فالظن هنا وفي الآية هو التهمة ومحل التحذير والنهي انما هو تهمة لا سبب لها يوجبها كمن يتهم بالفاحشة او يشرب الخمر مثلا ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قوله تعالى:" ولا تجسسوا"

وذلك انه قد يقع له خاطر التهمة ابتداء ويريد ان يتجسس ليعرف خبر ذلك ويبحث عنه ويتبصر ويستمع لتخفيف ما وقع له من تلك التهمة. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك"

وان شئت قلت: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها - ان كل ما لم تعرف له امارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب.

وذلك اذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح وأونست منه الأمانة في الظاهر فظن الفساد به والخيانة محرم بخلاف من اشتهر عند الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث.

ولقد أنكر الحسن البصري على قوم أباحوا الظن في زمانه فقال:" كنا في زمن الظن بالناس فيه حرام وانت اليوم في زمن أعمل واسكت وظن في الناس ما شئت".

والظن حالتان:" حالة تعرف وتقوى بوجه من وجوه الأدلة فيجوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015