بلدا من التنفيذ فدفع الكتاب إلى أبي مسلم وهو مع يومئذ بتوزر وقال له: (عز على ما وردني فيك!) فلما قرأه أبو مسلم قال (أنا الله وأنا إليه راجعون! خدع الصبي الأحمق وذهب ملكه) ثم قبض بيده اليسرى على لحيته وصفع باليمنى قفا نفسه صفعات، وقال: (هذا جزاء من عصى الله وأطاع الآدميين، وسفك الدماء المحرمة! أما الله! ولو تركته ولم أشر عليه بقل عمومته وأخوته وشغلتهم بهم ما دار على من قبله ما دار!) ثم قال لشبيب (أمهلني أتوضأ وأصلي ركعتين أختم بهما عملي!) ففعل وصلى ودعا وبكى ثم قدم، فضربت عنقه وصلب ودفن في اليوم الثاني وذلك في النصف من صفر. وفيها توفي أبو العباس بن أبي خدش صاحب المظالم أيام ابن عبدون. وفيها مات أبو عقال بن خير الفقيه، وكان يذهب مذهب أهل العراق، وكتب لابن عبدون أيامه على القضاء.

ذكر خروج بن الأغلب من أفريقية

وفيها، زحف أبو عبد الله الشيعي إلى الأربس ونازلها، وبها إبراهيم بن أبي الأغلب في عساكر أفريقية وجمهور أجنادها، فقاتلها حتى أخذها عنوة ودخلها بالسيف لست بقين من جمادى الأخيرة. فهرب إبراهيم بن أبي الأغلب وإليها، ونجا في جماعة من القواد والجند. ولجأ أهل الأربس ومن كان اجتمع فيها من فلال العسكر جامعها. وركب بعض الناس بعضا وقتلهم الشيعي (لعنه الله) أجمعين حتى كانت الدماء تسيل من أبواب المسجد كما يسيل الماء من وابل الغيث. وقيل إنه قتل داخل المسجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015