فلم يخش في الرحمن لومة لائم ... ولا صده كيد من القوم قد طما
وكل امر أبدى العداوة جاهداً ... وبالكفر والتجهيل والبهت قدرما
فأظهره المولى على كل من بغى ... عليه وعاداه فما نال مغنما
وكيف وقد أبدى نوابغ جهلهم ... فكم مقول منهم تحدّى فأبكما
والقمه بالحق والصدق صخرة ... وكان إذا لاقي العداة عثمثما
وقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به الكفر ادلهم واجهما
فزالت مباني الشرك بالدين وانمحت ... وفل حسام كان بالكفر لهذما
وحالت مغاني الغي واللهو والهوى ... فإشراق نور الحق لما تبسّما
فيا أيها المكيّ اقصر فإنما ... قصاراك أن تلقى الكماة فتندما
فكم من أخي جهل أتى من شقائه ... ليبني من الكفران ركنا مهدما
وعاث سفاها في ذوي الدين والهدى ... وكان بما أبدى جريّا عشمشما
ففودر مجد ولا على أم رأسه ... وقد خاب مسعاه وما نال مغنما
كنجل ابن جرجيس ودحلان إذ هما ... قد اقترحا كذبا وإفكا محرما
فمن رام خذلانا لدين محمد ... وناصره نال الشقاء المحتّما
سنسقيه بالبرهان كأساً روية ... إذا ما تحسّاها سماما وعلقما