ليساعده على ذلك! وهؤلاء هم المحافظون المتطرفون.
وإذن فإذا أردنا أن يكون لنا مثل أعلى عام فلنقضِ على هذين الرأيين على السواء، ولنجنح لرأي المعتدلين الذين لا يزهدون بكل غربي لأنه غربي ولا يتمسكون بكل شرقي لأنه شرقي، بل يأخذون النافع شرقياً كان أو غربياً، وهذا هو الحزب الضعيف اليوم. إنه لا غُنْية لنا عن أوربا نأخذ الحسن من عاداتها والصحيح من علومها، ولا بقاء لنا بالانصراف عن ديننا الصحيح ولغتنا الشريفة، لأن هذه حياتنا، فإن ذهبت ذهبت حياتنا.
والمثل الأعلى للمستقبل هو التوفيق بين هذين الرأيين المتطرفين وإيجاد الرأي المعتدل من بينهما، ولكن دون هذا خَرْط القَتاد (?)، بل ما هو أشد من ذلك: سخط الجمهور من المتطرفين ومعارضتهم. هذا هو الأساس في الإصلاح المنشود، ولكن هذا ما لا يؤمن به إلا نفر قليل وسائر الناس منكر له.
وإن لهذا الاضطراب أسباباً نرى أن من أهمها ما يأتي:
(1) نقص أدوات الثقافة
الثقافة شيء غير الحضارة ومستقلة عنها تماماً، وإن كان الكثير من الناس عندنا لا يفرقون بينهما، فيحسبون كل متحضر