وسئل قتادة عن الأحنف فقال: كان ممن زفّ سجاح إلى مسيلمة الكذاب.
ومن حمق أهل البصرة: ان الحبل لما اضطرب عند موت يزيد بن معاوية، قام عبيد الله بن زياد على منبر البصرة فقال: أيها الناس: إنه لا بدّ لكم من إمام يقاتل عدوكم ويجبي فيئكم ويقسم بينكم. فاختاروا رجلا يلي أمركم حتى يصطلح أهل الشام على رجل فتدخلوا في اختيارهم. فقام إليه الأحنف فقال: أنت فكن ذلك [14 أ] الرجل. ثم ضرب يده على يده فبايعه وتتابعوا كلهم على ذلك.
ومن حمقهم: ان سفيان بن مسعود بن عمر الأزدي دخل على عبد الملك وافدا من عند الحجاج. فأراد أن يطريه ويعظّم شأنه فقال: أصلح الله أمير المؤمنين، قد خرينا من خوف الحجاج.
ومن حمقهم، ان الثافال البكراوي كان فاجرا خليعا فكان أن فسق برجل كرهنا أن نسميه. ولولا أن جحشويه كشف ذلك على نفسه ما ذكرناه. فخطب الثافال بنت المفعول به، وظنّ أن تزويجها لا يحلّ له لفسقه بأبيها. فأتى الحسن البصري وهو جالس والناس عنده فقال: يا أبا سعيد ما تقول في رجل نكح رجلا، أيحلّ له أن يتزوج ابنته؟ فقال له الحسن: لعلك أردت أنه نكح أمّها؟ قال: لا. أنا أدرى ما سعيت فيه. فأعرض عنه الحسن.
وليس في الأرض بصري يدخل الكتّاب إلّا وله كرسي يجلس عليه لئلا تأكل الأرض ثوبه.
ومن بخلهم أن صاحب باقلي كان في بعض سككهم فأخرجوه وقالوا: تعلّم صبياننا الإسراف ويقتلهم الجوع لأنهم يشترون منك بخبزهم باقليّ.
وأخرجوا غريبا كان نازلا في بعض سككهم فقال لهم: أي شيء أجرمت إليكم؟ قالوا: تأكل اللحم في كل يوم.
ولقي بعضهم صاحبا له: أعرني نعلك إلى الكلأ بتعليق يريد أنه يعلقها بيده ويمشي ليظن الناس أنها منقطعة الشراك.
وليس في الأرض أهل بلد أطمع ولا أدق أخلاقا وأنظر في الخطر الخسيس