فلما التقوا ولّى المشامون هرّبا ... عزيز (؟) وأخلوا عن حبيش مقطّرا
ويروى عن مجاهد أنه قال: لما أوحى الله عزّ وجلّ إلى الأرض أيام نوح فقال يا أرض ابلعي ماءك، كانت أرض الكوفة آخرها ابتلاعا وأشدها تقعسا. فمن هناك سائر الأرضين تكرب على حمارين وثورين وأرض الكوفة على ستة.
وقال إبراهيم التيمي: لما أمرت الأرض أن تغيض الماء، أغاضت إلّا أرض الكوفة. فلعنت فسائر الأرض تكرب على ثورين وأرض الكوفة على أربعة.
وقالت أم العلاء الأوذية: مرّوا بزيد بن علي في سوق كندة على حمار قد خولف بوجهه. فقاموا إليه يبكون. فأقبل عليهم وقال: يا شرار خلق الله! أسلمتموني للقتل ثم جئتموني تبكون؟
وقال علي رضي الله عنه لأهل الكوفة: اللهمّ كما نصحتهم فغشّوني، وائتمنتهم فخانوني، فسلّط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتها، ويلبس فروتها، ويحكم فيهم بحكم الجاهلية.
وقال أبو عبد الله القشيري: قام أهل الكوفة إلى علي رضي الله عنه فقالوا:
العطاء يا أمير المؤمنين. فقال: ما لهم ميث الله قلوبهم كما يماث الملح في الماء.
أتطلقوني ولادة من غير زوج؟ أما والله لو تجتمعون على حقكم كما تجتمعون على باطلكم ما غلّ على أموالكم حلب شاة. اللهمّ إني قد كرهتهم وكرهوني. فأرحهم مني وأرحني منهم. قال: فأصيب في ذلك العام.
وقدم رجل من أهل المدينة يكنى أبا مريم الكوفة فلقيه علي رضي الله عنه.
فقال: يا أبا مريم ما أقدمك هذه البلاد؟ فقال: ما كانت لي حاجة، ولكن عهدي بك وأنت تقول: لو ولّيت هذا الأمر لفعلت وفعلت. قال: فأنا على العهد الذي عهدت. ولكني بليت بأخبث قوم في الأرض. ما دعوتهم قطّ إلى حق فأجابوني [3 ب] إليه. ولا يدعوني إلى أمر فأجيبهم إلّا اختلفوا «1» .