وقال أصغر بن حسان المازني- مازن مذحج- وقد قدم الكوفة يلتمس الإحسان من أهلها فلم يفعلوا به جميلا، وقالوا: أقم حتى يقفل الجيش من جرجان. فلم يقم ورحل عنهم وقال:

رحلت إلى قوم أؤمّل رفدهم ... وما سائل الكوفيّ إلّا مقاتله

لصوص إذا مارستهم في بيوتهم ... منيت بخصم لا تزال تجادله

وقالوا تربّص أوبة الجيش إنّه ... بجرجان لم نحبس عليك مجاهله

وإنّ عطاء دونه ما زعمتم ... على سائل الأعراب قد راث جائله

فأدنيت حرجوجا كأنّ سنامها ... من الأين (؟ ..........؟) «1»

ورحت كما راح النجاشيّ منهم ... خفيفا من النقد الجياد رواحله

فويل أمّها من قرية غير أنّها ... قليل بها معطي الجزيل وفاعله

وفيهم يقول شاعر من بني عمرو بن عامر:

يا أيها الراكب الغادي لطيّبة ... يؤمّ بالقوم أهل البلدة الحرم

أبلغ قبائل عمرو إن لقيتهم ... لو كنت من دارهم يوما على أمم

إنّا وجدنا فقرّوا في بلادكم ... أهل الكتاب وأهل اللوم والعرم

أرض تغيّر أحساب الرجال بها ... كما رسمت بياض الرّيط بالحمر «2»

وخرج جيش من أهل الكوفة إلى حبيش بن دلجة بالربذة فخافوا ورجعوا.

وخرج جيش من أهل البصرة فقتلوه فقال الشاعر في ذلك: [3 أ]

ألسنا بأصحاب ابن دلجة إذ عبا ... هنالك خيلا كالسّراحين ضمّرا

تقاد بفرسان إذا حمس الوغى ... أحلّوا الحرام واستباحوا المنكرا

فلاقتهم خيل لنا فارسيّة ... أساورة تدعو يزيد المسوّرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015