سادسًا: ألا تكون الكلمة قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره، فإذا أوردت، وهي غير مقصود بها ذلك المعنى قبحت، وإن كملت فيها الصفات التي بيناها، ومثل هذا قول عروة بن الورد العبسي:
وقلت لقوم في الكنيف تروحوا ... عشية بتنا عندما وانى تورح
سابعًا: ألا تكون الكلمة كثيرة الحروف، فإنها متى زادت على الأمثلة المعتادة المعروفة قبحت وخرجت عن وجه من وجوه الفصاحة، ومن ذلك قول أبي نصر بن نباتة:
فإياكم أن تكشفوا عن رؤوسكم ... ألا إن مغناطيسهن الذوائب
فمغناطيسهن كلمة غير مرضية. ومن هذا النوع أيضًا قول أبي تمام:
فلأذربيجان اختيال بعدما ... كانت معرس عبرة ونكال
سمجت ونبهنا على استسماجها ... ما حولها من نضرة وجمال
فكلمة "فلأذربيجان" كلمة رديئة لطولها وكثرة الحروف وخروجها بذلك عن المعتاد في الألفاظ إلى الشاذ النادر. ثامنًا: أن تكون الكلمة مصغرة في موضع عبر بها فيه عن شيء لطيف أو خفي أو قليل أو ما يجري مجرى ذلك، ومثال ذلك قول الشريف الرضي -رحمه الله:
يولع الطل بردينا وقد نسمت ... رويحة الفجر بين الضال والسلم
فلما كانت الريح المقصودة هنا نسيمًا مريضًا ضعيفًا حسنت العبارة عنه بالتصغير، وكان للكلمة طلاوة وعذوبة.