(1) قول الله تعالى في سورة (الأنعام/ 6 مصحف/ 55 نزول) :
{وهاذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا ... } [الآية: 92] .
أي: لتنذر أهل هذا البلد ومن حولهم من أهل الأرض.
(2) وقول الله تعالى في سورة (ق/ 50 مصحف/ 34 نزول) :
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً} [الآية: 36] .
أي: وكم أهكلنا قبلهم من أقوام في قرون مضت هم أشدّ منهم بطشاً.
(3) وقول الله تعالى في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) حكاية لقول إخوة يوسف لأبيهم:
{وَسْئَلِ القرية التي كُنَّا فِيهَا والعير التي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [الآية: 82] .
أي: واسأل أهل القرية التي كنا فيها، وأصحاب العير التي أقبلنا فيها.
* من استعراض أمثلة هذا العنصر، والصُّوَر التي يمكن أن تدخل فيه، لا بدّ أن يظهر لنا أنّ ألواناً بلاغيّة كثيرة تدخل فيه، كأنواع التشبيه، والاستعارات، والمجاز العقلي، والمجاز المُرْسل، لأنَّها قائمة على نقل الأسماء أو الصِّفات من مواضعها، وإضفائها على غيرها، استناداً إلى أنّ خيال الأديب يَسْمَحُ له بهذا النقل، إمّا للشبه بين المنقول منه والمنقول إليه، أو للتّجاور، أو للارتباط السببي، أو لغير ذلك.
ولا بدّ أن نعلم بأنّه ليس كلّ نقل من هذا القبيل يقدّم صورة جماليّة تُزَيِّن الكلام، وترفع قيمته الأدبيّة، بل لا بدّ مع ذلك من أن تكون الصورة نَفْسُها برئيةً ممّا يُشَوِّه جمال النّقل، وأن يتضمّن النّقل فكرة تثير الإِعجاب والارتياح النَّفسي،