هي المتحرِّك الآسر الجالب للانتباه، وتلقائيَّاً ينتقل نظره بعد ذلك إلى الأفق، من مستوى نظره إلى أسنمة الجمال إلى الأفق، حتّى إذا ملأ نظره من الأفق نزل ليرى الجبال من بعيد، ثمّ بعد ذلك ينخفض نظره ليركزّ انتباهه في مشاهدة الأرض المنسطحة.

وعلى وفق هذا المشهد الذي يتكرّر لدى كثير من سكان الصحراء في خيامهم ولدى عابريها جرى تصوير الصورة الكلاميّة، وقد وافق التسلسل فيها التسلسل الذي يَحْدُثُ غالباً عند النَّاس، لدى مشاهداتهم لمثل هذه اللوحة في الصحراء.

وهذا من عناصر الجمال الفنِّي لا محالة.

***

حادي عشر - نقل الأسماء أو الصِّفات من مواضعها الطبيعيَّة وإضفاؤها على غيرها:

* قد يكون من عناصر الجمال الأدبيّ في الكلام نقل الأسماء أو الصِّفات من مواضعها الاصطلاحيّة أو الطبيعيّة وإضفاؤها على غيرها، لوجود ما يستدعي في التخيّل هذا النقل، وإن لم يكن في الواقع كذلك.

فمن ذلك نقل صفة الحالّ في الشيء وإضفاؤها على ذلك الشيء كقولنا: "جرى النهر" مع أنّ الجريان هو اللماء في النّهر، ولكنّ التخيّل ربَّما أحسّ لدى مشاهدة جريان الماء في النّهر أنّ النّهر يجري أيضاً مع الماء.

ومن بديع هذا النَّقل قول الشاعر:

وسَالَتْ بِأَعْنَاقِ الْمَطِيِّ الأَبَاطِحُ

فقد أضْفَى صفة السيلان على الأباطح، وهي لما يمرّ فيها، بعد أنْ أضفاها على أعناق المطيّ وهي للماء، لأنّ التخيّل يلحظ صفة سيلان الماء حينما يشاهد أعناق الإِبل تتموّج وهي تسير على الأباطح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015