سلطات الحكم، ومن هذا الباب التكاليف الشرعية فيها أوامرُ ونواهٍ، مثل: "أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وافعلوا الخير، ولا تقتلوا النّفس التي حرّم الله إلاَّ بالحق، ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، ولا تسرقوا، ولا تزنوا" ومع ذلك فإنّنا نلاحظ معظم التكاليف الشرعية تقترن بتَطْرِيةِ الترغيبِ والترهيب، وبيانِ الحكمة، والتمهيد بالمقدِّمات، والتلطّف بالنداء التكريمي، مثل: {يَاأَيُّهَا الذين آمَنُواْ} [آل عمران: 149] ومثل: {ياعبادي} [الزمر: 53] .

وترتقي من فوق الأمر المباشر الجافّ أساليبُ الإِعلام بالطلب، فيأتي أسلوب الطلب المقترن بما يشعر بتكريم المخاطب، ومن أمثلة ذلك في موضوع طلب كأس الماء "من فضلك أعطني ماء".

ثمّ يأتي فوقه أسلوب الشكر على تحقيق المطلوب قبل تحقيقه، ومن أمثلة ذلك: "أشكرك على كأس الماء الذي ستقدّمه لي".

ثمّ يأتي من فوق ذلك أسلوب التلميح والتعريض، ولهذا الأسلوب صور كثيرة، ودرجات بعضها أرقى وأعذب من بعض ومن أمثلة هذا الأسلوب:

(1) ماؤكم عذب لا يشبَعُ منه الشاربون.

(2) الحرُّ شديد يورث الظمأ.

(3) طعامكم طيِّب ولذيذ أكْثَرْنَا منه فألهب الأكباد.

وهكذا من أمثلة المعاريض التي لا تحصر.

أَلَسْنا نلاحظ أنّ الهدف المطلوب تحقيقه واحد في كلّ الأساليب السابقة، إلاَّ أنّ الأساليب البيانيّة للإِعلام بالهدف قد تفاوتت تفاوتاً كثيراً.

ومع تفاوت الأساليب البيانيّة وارتقاء بعضها فوق بعض، نؤكد أنّه ربّما كان الأدنى منها أصلح وأجدى من الأساليب التي هي أرقى، مع بعض المخاطبين، أو في أوضاع وأحوال خاصّة، أو في موضوعات معيّنة أو بالنسبة إلى أهدافٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015