اليمن، ويظهر أنّ اليمانيّين كانوا في عصره يكتبون كتبهم في سَعَفِ النخل.

دِيارٌ لِهِنْدٍ: أي: هي ديار لهند، فحذف المسند إليه، وهو مبتدأ هنا، و"هند" و"الرباب" و"فَرْتَنى" أسماء صواحبَ له، كان يستمتع بلقائهنّ في هذه الديار التي هُدِمت ولم يَبْقَ منها إلاَّ الأطلال.

لَيَالِينَا: أي: أتذكّر ليالِيَنَا، فحذف المسند. وأبقى النصبَ دليلاً على المحذوف، وهذا شاهد على حذف المسند، وكذلك: لَيَالِي.

بالنَّعْف: النَّعْفُ: هو ما انحدر من الجبَلِ وارتفع عن الوادي.

مِنْ بَدَلاَنِ: بَدَلاَن: بَلَدٌ في اليمن.

رواني: أي: ينظرن إلي نظراً طويلاً مع سكون طرف، يقال: رَنَا إليه، إذا أدام النظر مع سكون الطرف.

ذكر امرؤ القيس أنّه أبصر طَلَلَ دِيار صواحبِهِ "هند والرّباب وفَرْتَنَى" فأحزنه هذا المشهد، لأنّه ذكّره ما فاته من أيَّام خوالي، كان فيها مستمتعاً بهِنَّ، ووصف في عرضه المكان وليالي اللّقاء بهنَّ.

***

المثال الثاني:

قول الشاعر المخزومي القرشي "عُمَرَ بن عبد الله بن أبي ربيعة" من شعراء القرن الهجري الأول (23 - 93 هـ) شاعر الغزل:

هَلْ تَعْرِفُ الْيَوْمَ رَسْمَ الدّارِ وَالطَّلَلاَ ... كَمَا عَرَفْتَ بِجَفنِ الصَّيْقَلِ الْخِلَلاَ؟

دَارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلِي وَأَهْلُهُمُوا ... بِالْكَانِسِيَّةِ نَرْعَى اللَّهْوَ والْغَزَلاَ

رَسْمَ الدّار: أي الأثر الباقي منها.

والطَّلَلاَ: أي: ما بقي شاخصاً من آثار الديار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015