وقول الآخر يصف جارية سوداء:
أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق
فهنا أبرز التشبيه في البيتين تزيين المشبه للترغيب فيه؛ إذ المراد بحبة القلب، هي سويداء القلب، وبالحدق ما يكون في العين من أداة للبصر، فهنا أبرز التشبه في البيتين تزيين المشبه للترغيب فيه.
كذلك من الأغراض التي تعود في التشبيه على المشبه تشويه المشبه وتقبيحه، وذلك عند إرادة الذم والتنفير منه كقول الشاعر:
وإذا أشار محدثًا فكأنه ... قرد يقهقه أو عجوز تلطم
هنا نجد أن هذه التشبيهات قد أبرزت المشبه في صورة مشوهة قبيحة، قد أشار ابن الرومي إلى الغرضين السابقين التزيين والتقبيح بقوله:
تقول هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تعب قلت ذا قيء الذنابير
عند فعند إرادة تزيين الريق وتجميله نصفه بمجاج النحل، وعند إرادة التقبيح والتنفير منه نشبهه بقيء الزنبور، من هذه الأغراض التي تعود على المشبه إثارة الشعور باستحسان المشبه واستطرافه، ذلك بأن يكون المشبه به مما يندر خطوره بالبال؛ لكونه لا وجود له في الواقع، أو للبعد بين المشبه المشبه به في الجنس، فيظهر المشبه عندئذٍ في صورة الشيء العجيب الذي يثير في النفس كوامن الاستحسان والإعجاب.