نتناول الآن أحوال وجه الشبه:
لوجه الشبه أقسام باعتبار الحسية والعقلية أيضًا، الإفراد والتركيب والتعدد، وأخرى باعتبار ذكره وحذفه، وثالثة باعتبار ظهوره وخفائه.
فوجه الشبه باعتبار الحسية والعقلية، والإفراد والتركيب والتعدد له صور يأتي عليها، هذه الصورة تنحصر في سبع صور، فهو قد يأتي مفردًا حسيًّا، قد يأتي مفردًا عقليًّا، يأتي مركبًا حسيًّا، قد يأتي مركبًا عقليًّا، وقد يأتي متعددًا حسيًّا، وقد يأتي متعددًا عقليًّا، وقد يأتي متعددًا مختلفًا بعضه حسي وبعضه عقلي، وهذه ما تقتضيه القسمة العقلية.
هذه الأقسام ليست؟ وإنما هي فقط للتدريب ولتعليم كيف نُلحق الصورة عندما يأتي وجه الشبه بأي من هذه الأقسام، أو الأنواع، ما كان وجه الشبه فيه حسيًّا كمثل النعومة في تشبيه الجسم بالحرير، وكالإشراق في تشبيه الوجه بالبدر، وكالرائحة في تشبيه الرائحة الطيبة بالمسك، إلى غير ذلك.
العقلية تأتي مثلًا كالشجاعة في تشبيه الرجل بالأسد، هنا وجه الشبه عقلي، والكرم مثلًا في تشبيه رجل بحاتم، والذكاء في تشبيه الذكي بإياس، والحلم في تشبيه الرجل الحليم بأحنف، كان يُضرب به المثل في ذلك، ونأخذ مزيدًا من الأمثلة التي فيها وجه الشبه يكون مفردًا حسيًّا:
مثلًا في قول الله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} (الرحمن: 24)، فهنا شبه السفن الجارية في البحر بالجبال، ووجه الشبه الضخامة في كل، فوجه الشبه هنا واحد حسي، وكذا طرفا