وأنّك مشنوء إلى كلّ صاحب ... بلاك ومثل الشّرّ يكره جانبه
وأنّك مهد للخنا نطف النّثا ... شديد السّباب رافع الصّوت غالبه «1»
أمّا قوله: «مغرما بكلّ كثير العيب» ؛ فلأنّ البغال هي المثل في كثرة العيوب، وتلوّن الأخلاق.
وأما قوله: «حمّ حرائمه» ، فلصرعاها وقتلاها.
وأما قوله: «على كل شحّاج» ؛ فلأن الشحيج صوت الغراب.
وإنما عارض أبو دلامة أبا خنيس ببغلته حيث قال:
أبعدت من بغلة مواكلة ... ترمحني تارة وتقمص بي
تكاد عند المسير تقطعني ... راكبها راكب على قتب
إن قمت عند الإسراج أثفرها ... تطرف منّي العينين بالذّنب
وعند شدّ الحزام تنهشني ... مانعة للّجام والّلبب «2»
ليس لها سيرة سوى الوثبى ... كرقص زنج ينزون للطّرب
وهي إذا ما علفتها جهدت ... لا تأتلي في الجهاد عن حرب «3»
قد أكلت كلّ ما اشتريت لها ... من رزق شعبان أمس في رجب
تمرّ فيما نما لعلفتها ... إن لم تعلّل بالشّوك والقصب