وإنما هجاها بكثرة الأكل، فقدّمها على كّل معتلف، بسوء الرأي فيها، وبإفراط الشعراء، وزياداتهم، وإنّما الأكل الشديد في البراذين والرّمك، ثم التي معها أفلاؤها.
وقيل لرجل من العرب: أيّ الدوابّ آكل؟ قال: برذونة رغوث «1» . لأنهم يقولون: برذون وبرذونة. ولا يقولون فرس وفرسة، بل يقولون: فرس للأنثى والذّكر، فإذا أرادوا الفرق والتفسير قالوا:
حجر وحصان. وأنشد:
أريتك إن جالت بك الخيل جولة ... وأنت على برذونة غير طائل
وأنشدوا:
تزحزحي إليك يا برذونه ... إنّ البراذين إذا جرينه
مع الجياد ساعة أعيينه
والنّعاج أيضا قد توصف بدوام الأكل، حتى زعم بعض الناس أنّ النّساء في الجملة آكل من الرجال؛ لأن أكل النساء يكون متفرّقا، من غدوة إلى الليل، والرجل أكله في الدّفعة أكثر من هذا في الجملة.
وقال بعضهم: البغال هي الشّهب، والإبل هي الحمر، والخيل هي الشّقر، والحمير هي الخضر، والسنانير هي النّمر «2» ؛ وإن كان الناس في الحمار الأسود أرغب، وكذلك هم في ألوان الثيران، لمكان البغال.