البغال (صفحة 84)

وألف عصا وسوط أصبحيّ ... ألذّ لها من الشّرب الزّلال

وتصعق من صقاع الدّيك شهرا ... وتذعر للصّفير وللخيال «1»

إذا استعجلتها عثرت وبالت ... وقامت ساعة عند المبال

ومثفار تقدّم كلّ سرج ... تصيّر دفّتيه على القذال «2»

وتحفى في الوقوف إذا أقمنا ... كما تحفى البغال من الكلال

ولو جمّعت من هنّا وهنّا ... من الأتبان أمثال الجبال «3»

فإنّك لست عالفها ثلاثا ... وعندك منه عود للخلال

وكانت قارحا أيّام كسرى ... وتذكر تبّعا قبل الفصال «4»

وقد قرحت ولقمان فطيم ... وذو الأكتاف في الحجج الخوالي «5»

وقد أبلي بها قرن وقرن ... وأخّر يومها لهلاك مالي

فأبدلني بها يا ربّ بغلا ... يزين جمال مركبه جمالي

كريما حين ينسب والده ... إلى كرم المناسب في البغال

وأنشد إبراهيم بن داحة لأبي الوزير المعلّم في ركوب البغال، لنخّاس الحجّاج بن يوسف، في كلمة طويلة لا أحفظ منها إلّا هذه الأبيات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015