فبينا فكرتي في القوم تسرى ... إذا ما سمت أرخص أم أغالي
أتاني خائب حمق شقيّ ... قديم في الخسارة والضّلال
وراوغني ليخلو بي خداعا ... ولا يدري الشّقيّ بمن يخالي
فقلت: بأربعين، فقال: أحسن ... فإنّ البيع مرتخص وغال
فلمّا ابتاعها منّي وبتّت ... له في البيع غير المستقال
أخذت بثوبه وبرئت ممّا ... أعدّ عليك من شنع الخصال
برئت إليك من مشش قديم ... ومن جرذ وتخريق الجلال «1»
ومن فرط الحران ومن جماح ... ومن ضعف الأسافل والأعالي
ومن عقد اللّسان ومن بياض ... بناظرها ومن حلّ الحبال
وعقّال يلازمها شديد ... ومن هدم المعالف والرّكال
ومن شدّ العضاض ومن شباب ... إذا ما همّ صحبك بالزّيال
تقطّع جلدها جربا وحكّا ... إذا هزلت وفي غير الهزال
وأقطف من دبيب الذّرّ مشيا ... وتنحط من متابعة السّعال
وتكسر سرجها أبدا شماسا ... وتسقط في الوحول وفي الرّمال
ويهزلها الجمام إذا خصبنا ... ويدبر ظهرها مسّ الجلال
تظلّ لركبة منها وقيذا ... يخاف عليك من ورم الطّحال «2»
وتضرط أربعين إذا وقفنا ... على أهل المجالس للسّؤال
فتخرس منطقي وتحول بيني ... وبين كلامهم ممّا توالي
وقد أعيت سياستها المكاري ... وبيطارا يعقّل بالشّكال
حرون حين تركبها لحضر ... جموح حين تعزم للنزال
وذئب حين تدنيها لسرج ... وليث عند خشخشة المخالي
وفسل إن أردت بها بكورا ... خذول عند حاجات الرّحال