البغال (صفحة 76)

العراب والفوالج، وكالراعبيّ من بين الحمام والورشان، وكالإبل منها الصّرصرانيّ والبهوانيّ، وهما اللذان أبوهما عربيّ وأمّهما بختيّة، وهو من أقوى الإبل على الحمل، وأشدّها سيرا، على قبح خلقته، وسماجة في مقاديمه، وكالشّهريّ والهجين.

وإذا صرت إلى البغال؛ صرت إلى سوس «1» في الأنثى لا ينادى وليده، وإلى غلمة في الذّكر لا توصف، ثم هي مع هذا لا تتلاقح.

وزعم أهل التجربة أنّ الكوم الذي يخلق الله تعالى منه الولد من بين الرجل والمرأة، أنّ سبب التلاقح [ما يحضرهما] [من] إفراط الشهوة، في ذلك الكوم، فإذا أفرطت الشّهوة دنت الرحم وانفتح المهبل، وهو فم الرّحم، فتصير تلك النّطفة أكثر وأحدّ، فيصير زرق الإحليل ومجّه لها أبعد غاية.

وقال أهل التجربة: قلّ ما تلقح منهن امرأة إلّا لرجّة.

والبغلة والبغل يعتريهما من الشّبق ما لا يعتري إناث السنانير، ثم هي مع ذلك لا تتلاقح، فإن لقحت في النّدرة أخدجت «2» .

وقال الشاعر في سوس البغلة:

وقد سوست حتّى تقاصر دونها ... هياج سنانير القرى في الصّنابر «3»

وذلك من عيوبها.

قالوا: ولم تأخذ صهيل الأخوال، ولا نهيق الأعمام، وخرجت مقادير غراميلها عن غراميل أعمامها وأخوالها. فإن زعمتم أنّ أعمارها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015