الكتب مصدرا كبيرا من مصادر الشعر العربي يمكن الدارسين والباحثين الإفادة منها في أعمالهم.
*** وثمة خاصة أخيرة في كتاب «البغال» تسيء إلى قيمته العلمية هي فوضى التأليف. هذا العيب يسم سائر كتاب «الحيوان» ، كما يسم كتاب «البيان والتبين» وهما أكبر كتب الجاحظ. وأبرز صوره الإستطراد أو الخروج عن الموضوع والعودة إلى بحث المسألة الواحدة في أكثر من مكان في الكتاب. فهو مثلا يبدأ كتاب «البغال» بالكلام على ولع الأشراف بالبغال فيذكر من هؤلاء الأشراف الذين اقتنوا البغال وآثروها ومدحوها روح بن عبد الملك بن مروان، ومسلمة بن عبد الملك بن مروان، وعبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن المطلب الملقب برواض البغال لشغفه بها وحذقه بركوبها، والنبي صلى الله عليه وسلّم، وعلي ابن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعائشة، وقطري بن الفجاءة، وخالد ابن عبد الله القسري، واسماعيل بن الأشعث إلخ. وعند ما يصل إلى عائشة والبغلة التي تمتطيها وهي ذاهبة لإصلاح حيين من قريش يستطرد إلى موضوع لا علاقة له بالبغال هو رواية الأخبار وما يعتورها من صنع وتوليد وذكر الرواة الكذابين والرواة الصادقين، ثم يعود إلى متابعة الأشراف الذين عنوا بالبغال واقتنوها.
والباب الثاني يخصصه لنوادر البغال فيورد أكثر من عشرين نادرة مضحكة تدور حول البغال أو تمت إليها بصلة كما يروي مقطعات شعرية لأبي نواس والحكم بن عبدل وحنظلة بن عبادة وأبي العتاهية ومسلم بن الوليد وغيرهم يغلب عليها روح الفكاهة والمرح.
ويدور الباب الثالث حول طباع البغال وأهمها الفتك بأصحابها