ومن حديث المغيرة بن عنبسة عن بعض أشياخه قال: قال كعب الأحبار «1» ...... فإذا هو شيخ أبيض الرأس واللحية، أبيض الثياب، على بغلة بيضاء.
وحدّثني صديق لي، قال: أوّل يوم دخلت الرّقّة- وذلك في أيام الرشيد- استقبلني الشاعر اليمامي المتكلم، الذي يقول: «إني تيميّ» ، فإذا هو أسود ولحيته سوداء، وثيابه سود، وعمامته سوداء، وسرجه أسود، وسمّور «2» سرجه أسود، وهو على برذون أدهم، وقد ركبه غبار، فقلت: أعوذ بالله من هذا الزّي! أهل خراسان الذين هم أهل الدّعوة، ومخرج الدولة، لا يتكلّفون جميع هذه الخصال كلّها لأنفسهم، واكتفوا بسواد ثيابهم! وإذا هو يتعرّض لصاحب الأخبار، طمعا في أن يرفع خبره، فينال بذلك مرتبة، فقلت له: والله إنّ هذا الزيّ لقبيح من أهل هذه الدولة، فما ظتّك بإنسان يماميّ مرّة وتيميّ مرّة؟! والله أن لو رفعت في الخبر، لارتفعت معك حتى أخبر عنك!.
وحدّثني عمرو القصافيّ الشاعر «3» ، قال: دعانا فلان بن فلان الفلانيّ، وهم قوم يعرفون بالدّعوة «4» ، فدعانا إلى منزله في أيام دعوتهم إلى العرب، فإذا هو قد ضرب خيمة، وإذا حوله غنيمات، وإذا في