الدار بعير أجرب، وريح الهناء والقطران؛ فدعا بالطّعام، فإذا خبزة قد ثرد نصفها في لبن، وكسر بين أيدينا النصف الآخر، ثم دعا بالنبيذ، فإذا هو في عسّ خشب، وإذا نبيذ تمر، ثم دعا بنقل فإذا بأقط ومقل وتنّوم «1» ، ثم دعا بريحان، فإذا خزامي وعبيثران «2» وشيح، وإذا عنده شاد وهو يغنيّ، فتى أمرد أجرد أبيض، [فقال صا] حبي: ما أجتمع هذا الذي رأينا في بيت هذا الفتى عند عقيل بن علّفة، ولا عند الزّبرقان بن بدر، ولا عند عوف بن القعقاع؛ فإن هؤلاء كانوا مردة الأعراب.
وقال أبو الشّمقمق في حبّ ركوب البغال، وكان قال.......
أخبرني عن اسمك وبلدك ونسبك وشهوتك. قال: أمّا اسمي ونسبي فأنا مروان بن محمد، مولى مروان بن محمد، وأمّا بلدي فالبصرة، وأمّا شهوتي فالنبيذ على اللحم السمين. فقال أبو الشمقمق «3» .
مناي من دنياي هاتي الّتي ... تسلح بالرّزق على غيري
الجردق الحاضر مع بضعة ... من ماعز رخص ومن طير «4»
وجرّة تهدر ملآنة ... تحكي قراة القسّ في الدّير «5»
وجبّة دكناء فضفاضة ... وطيلسان حسن النّير
وبغلة شهباء طيّارة ... تطوي لي البلدان في السّير
وقينة حسناء ممكورة ... يصرعها الشّوق إلى أيري «6»
وبدرة مملوءة عسجدا ... ما بالّذي أذكر من ضير