فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] قال: «مُوسى، مِمَّن اسْتَثنى اللهُ، وذَلِك بِأَنَّه قَد صَعِق مَرَّة».
ووَجْهُ هذا الحديث عِندي، والله أَعلَم: أَنَّ نَبِيَّنا - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَ عَن رُؤيَتِه جَماعَة مِن الأَنبياءِ لَيلَة المِعْرَاج في السَّماء، وإِنَّما يَصِح ذَلك عَلى أَن الله ... -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- رَدَّ إِلَيهم أَرواحَهُم، فَهم أَحيَاءٌ عِند رَبهم كَالشُّهدَاء، فَإذَا نُفِخَ في الصُّور النَّفْخَةُ الأُولى صَعِقُوا فِيمَن صَعِق، ثم لا يكون ذَلك مَوتًا في جَميع مَعَانيه، إلا ذَهاب الاسِتِشْعَار، فَإن كان موسى - عليه السلام - مِمَّن استثنى اللهُ بِقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، فإنه - عز وجل - لا يُذهِبُ استشعَاره في تلك الحَالة، ويُحاسَب بِصَعقهِ يَومَ الطُّور، ويُقَال: إن الشُهداءَ مِن جُملة مَن استثني اللهُ - عز وجل -، بقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}.
(237) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا وَكِيعٌ، عن شُعبة، عن عُمارةَ بنِ أبي حَفْصَةَ، عن حُجْر الهَجَرِي، عن سعيد بن جُبَير في قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] قال: «هُم الشُّهداء ثَنِيَّةُ الله - عز وجل -، مُتقلِّدِي السيوف، حَولَ العَرشِ» (?).
ورُوِيَ فيه خَبرٌ مرفوع
(238) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (?)، حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم، حدثنا الحُسَين بن محمد القَبَّاني، حدثنا أبو بكر وعثمانُ ابنا أَبِي