حين أتاه الرسول, ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب, ولكنه أراد أن يكون له العذر (?) , وقولُهُ: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} يقول: إن الله تعالى ذِكْرُه ذو علم بصنيعهن وأفعالهن التي فعلن بي لا يخفى عليه ذلك كله, وقيل إن معنى ذلك: إن سيدي إطفير العزيز زوج المرأة التي راودتني عن نفسي قد علم براءتي مما قذفتني به من السوء (?) , وقيل في قوله تعالى: {مَا بَالُ النِّسْوَةِ} ولم يذكر امرأة العزيز فيهن حسن عشرة منه وأدبا فخلطها بالنسوة.

وقوله تعالى: {مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} في هذا محذوف قد استغنيَ بدلالة ما ذُكر عنه وهو: فرجع الرسول إلى الملك من عند يوسف برسالته, فدعا الملك النسوة اللاتي قطعن أيديهن وامرأة العزيز فقال لهن: {مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} كما روى ابن إسحاق (?) ومعنى (?) بقوله: {مَا خَطْبُكُنَّ} أي: ما كان أمركن وما كان شأنكن (?) {إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} , فأجبنه: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} أي: معاذ الله وتنزيها لله {مَا عَلِمْنَا عليه مِنْ سُوءٍ} قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} تقول: تبيّن الحق وانكشف وظهر, {أَنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015