طوعاً أو كرهاً (?). ثم قال: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ} أي: ما تعبدون من دون الله, فجمع تعبدون, والمخاطب اثنان, فالوجه: أنه أرادهما ومن هو مثلهما على الشرك بالله ممن هو مقيم بمصر من أهلها (?) , ويجوز أن يكون جعل التثنية جمعا, لأنها ضم شيء إلى شيء, كما قال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَاتِيَنِي بِهِمْ} وإنما يريد يوسف وأخاه, فقال: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ} أي: أنتم جعلتم هذه الأصنام آلهة وأربابا تشبيها لها في أسمائها بالله تعالى عن أن يكون له شبه أو مثل, وقد كان دلهم على توحيد الله بقوله: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.

ثم قال: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} يقول: سميتموها (?)، بها ولا وَضعَ لهم على أن تلك الأسماء أسماؤها دليلا ولا حجة, ولكنها اختلاق منهم لها وافتراء (?)، {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} أي: وما القضاء في الخلق والاستعباد والأمر والنهي إلا لله, وهو الذي {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أنتم وجميع خلقه, {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} أي: هذا الذي دعوتكم إليه من البراءة من عبادة ما سوى الله, هو الدين القيم الذي لا اعوجاج فيه (?)، ولكن أكثر أهل الشرك بالله يجهلون ذلك ولا يعلمون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015