البرق الشامي (صفحة 97)

بلاغتها بمسحه وايناسي ملتمسا من يَد الْجَارِح بالقطيعة أَن تعود بالوصل يَد الآسي مُسْتَقْبلا لَهَا عَن الأمل المنظر أَن ترجع بصفقة الخاسر الخاسي مستمطرا صوب بلاغتها التيسارت ورفهتني وانشدتي

اقعد فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي

ورأيها الأسمى فِي مُوَاصلَة لَا يتخونها انْقِطَاع ومكاتبة لَا يحيقها انصداع واستصحاب شِيمَة وَاحِدَة لَا تعَارض خطرة ارتياحي خطرة ارتياع

فَكتبت إِلَيْهِ فِي جَوَابه آخر صفر

أدام الله أَيَّام الْمجْلس العالي المولوي واسبغ أنعامه وأجرى باستخدام السيوف والاقلام فِي أقاليم الممالك سوفه وأقلمه وَأَعْلَى مهاد الْهدى بهدية واعلامه وَصوب فِي نقع أوام أوَامِر المملكة بصوب ملاذ ملاذها حلّه وعقده ونقضه وابرامه وَلَا زَالَت عوارفه موَات وُفُود مواديه بوفور موادها وجوائزه جوائز آماد آمال مجتديه بسفور جوادها وعواطف جوده عواطي الأجياد إِلَى هوادي جِيَاد قناص قصادها وأعطاف أعطياته فِي رِضَاهُ مهتزة إِلَى رواء ومعالم الْمَعَالِي بمعانيه من أفراط أطرافها مغترة من وَرَاء ورادها وَلَا برح شَأْن شاني جده دَائِما داميا وشأن نَاشِئ جداه صَالحا حَاصِلا وعدوه على عدوه مصاولا ووليه لويليه مواصلا مَا رجا رجال ذمام كريم وَنَجَا نجار من ذمّ لئيم وسما حَلِيف سماح بِقبُول قُلُوب فِي صُدُور ووشى حلي وشاح فِي لحونه بنحول خصور

وقف الْمَمْلُوك على الْمِثَال العالي ووقف حائرا لَا غاديا وَلَا رائحا وجد لَا حَيا نَفسه بِمَا وجد من نَفسه لائحا وألفى أَلْفَاظه حوشية فظة الْحَوَاشِي فَفَاضَتْ روح روحه ولاذ بسفينة السكينَة من غرق الْغَرق نوح نوحه وصعق مُوسَى سومه وَطَاف بعد إِلْقَاء الأقلام فِي لوحه وحول لحوحه وَلزِمَ يُوسُف أسفه سجن حَبسه إِلَى أَن يصل كتاب الْعَزِيز إِلَى الذَّلِيل بتنفس نَفسه وصدف الذعر عَن صدق الْعذر وَخَافَ سره من جهر الهجر وَمَتى بغى البغاث وَكره وَكره فِي قصر الصَّقْر وَلَا يظنّ أَنه أرتج بالأعتاب بَاب الارتجاء لمخدومه والارتجال لخدمه واستقرار استزادته لكلمه وقلمه وَمَا سرت رفْقَة الا ورافقتها سَرِيَّة بل كَتِيبَة من كتبه وَلَا صدرت صُحْبَة الا وَقد أصدر مَعهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015