وَالسَّلَام فَإِنَّهُ كَانَ نمي إِلَيْهِ أَن الْملك الْمُعظم فَخر الدّين شمس الدولة طلبَهَا من أَخِيه وَأَنه لَا يُمكنهُ الرَّد فِي نجز مباغيه وَعلم أَنه إِذا حضر حظر عَلَيْهِ الْعود وتضعضع عَلَيْهِ الرَّأْي السلطاني وَحمله الطود وكوتب مرَارًا سرا وجهارا ويفصح لَهُ بِالْمَقْصُودِ والأرب المجهود وَأَنه يعوض عَنْهَا بِمَا هُوَ أوفى مِنْهَا وَأَن أاه وَهُوَ يطْلب رِضَاهُ بتسليمها إِلَيْهِ يتقاضاه فَأبى الا الاباء وَكذب الأنباء وشارف السُّلْطَان مِنْهُ وَمن أَخِيه الْحيَاء وَمكث طَويلا عَسى أَن يجمع بَين الْقُلُوب وَيدْفَع مَا لزم من الخطوب وَهُوَ فِي يَسْتَعِين بِاللَّه فِي هدايته إِلَى الصَّوَاب وارشاد الآراء إِلَى سداد الْآرَاب
وَفِي هَذِه السّنة أربعنا عِنْد مخيم السُّلْطَان بتل حَان من الشُّعَرَاء ونزلنا مِنْهَا بالعراء والعشب واص والخطب قاص وَالزَّمَان غير عَاص ونجح الآمال غير معتاص والمرعى مريع وَشَمل المبار جَمِيع وَللَّه فِي الْإِحْسَان إِلَيْنَا صَنِيع ورورض النعم لنا وسيع وشيع
وَالسُّلْطَان فِي أَمر بعلبك مفكر وَالرسل بَينهمَا إِمَّا رَايِح أَو مبكر وَالْمَسْأَلَة مشكلة والقضية معضلة وأبواب انكشاف الرَّأْي مقفلة وشمس الدولة أَخُوهُ لَا يقبل عذرا وَلَا يرى عَمَّا طلبه صبرا وَكَانَت سلطنة الشَّام لَهُ وَهُوَ يعْقد وَيحل ويمهي ويفل ويدق ويجل ويحزم وَيحل ويعز ويذل وَيكثر ويقل وَلما وصل السُّلْطَان أخذت عقوده فيالإنحل الوأموره فِي الاختلال وَصَارَ السُّلْطَان يقطع ويصل وَيرد وَيقبل ويحزن ويسهل ويخفف ويثقل فَأَرَادَ موضعا يتفرد فِيهِ بحكمة وَيجْرِي فِيهِ فِي طيب الْعَيْش على رسمه فَلم يتَعَيَّن لَهُ سوى بعلبك فطلبها وعلق سَببهَا وَهُوَ يُرِيد أَن يحفظ أَيْضا قلب ابْن الْمُقدم وَأَرَادَ مِنْهُ طَاعَة