قايماز خرج مَعَه واستوحش وخلى بِبَغْدَاد من أَمْوَاله وذخائره قناطير مقنطرة وعقودا لَا قيمَة لَهَا بجوهرة سَبَب ذَلِك تشور ذهنه وتشوش فاعتنى بِهِ السُّلْطَان وَكرر الشَّفَاعَة فِي حَقه ورد سناه من رضى الدِّيوَان الْعَزِيز إِلَى أفقه وسفره بأموال وسيره بإجلال وَسمع فِي طَرِيقه باستشهاد الْوَزير وَلم يبْق من يقوم بعده بِالتَّدْبِيرِ وجنبت نَفسه ووقفت على الاسْتوَاء شمسه وَزَالَ بِالْعودِ إِلَى بَغْدَاد أنسه فَلَمَّا وصل كِتَابه أخلف فِي أمره حسابه وَكتب إِلَى الْأَجَل الْفَاضِل فِي أمره فوصل جَوَابه
وَمِمَّا الْمَمْلُوك حَاصِل الاهتمام بِهِ واستئناف النّظر فِي أمره أَمر الْأَمِير عز الدّين آقبوري وعودته وَضعف نَفسه وَكَانَ سَبيله أَن يتوكل ويتقدم فَإِن ذمَّة الْمولى مَا كَانَت لتخفر فِيهِ والقائم الْآن مقَام الْمَاضِي صَاحب غير مُتَّهم الْمَوَدَّة وَبِالْجُمْلَةِ المخاطر كثير الخواطر وَمَا لي غير هَذَا الرَّأْس رَأس وَالرجل لَا شكّ أه عائل وَالْمولى لكل عاثر مقيل وَلكُل مَرِيض عَائِد (الْكَامِل)
وَلَقَد ضربنا فِي الْبِلَاد فَلم نجد
أحدا سواك إِلَى المكارم ينْسب
فاصبر لعادتك الَّتِي عودتنا
أَولا فأرشدنا إِلَى من نَذْهَب ...
(وَقَالَ)
وَلَو كنت تحصي مَا وهبت من الندى
تبينت مَا تجني عَلَيْك المكارم ...