وَفِي يَده قصَّة عَلَيْهَا يتحدث وَبهَا يتغوث وَهُوَ يصر وَيُصَرح ويضرم وينفخ وَيَقُول لَا أسلم قصتي من يَدي الا الى الْمولى الْوَزير وَهُوَ كَهْف المضيم وموئل المستجير فَقَالَ الْوَزير خلوه وَلَا تخلبوه وَدعوهُ وَلَا تمنعوه فَأَوْمأ ليوصل قصَّته فانتهز فِيهِ فرصته وَقرب نَحوه بمنيته وضربه بمديته فهتك حجاب روحه وغادره لقى فِي مصرع حتفه بجدع أَنفه وَكَانَ مَعَ ذَلِك الْجَاهِل رفيقان فَخَرَجَا ومعهما سكينان فجرح أَحدهمَا صَاحب الْبَاب ابْن المعوج وَالْآخر ولد قَاضِي الْقُضَاة فوفى حَاجِب الْبَاب بموافقة الْوَزير فِي شَهَادَة الْوَفَاة ففثأ الْمَلَاحِدَة وقطعوهم وأحرقوهم قبل دُخُولهمْ النَّار بالنيران الواقدة وذروا فِي الْهَوَاء رماد تِلْكَ الجمرات الخامدة وَختم الله للوزير بِالشَّهَادَةِ فِي طَرِيق الْحَج ونهج الْعِبَادَة وفاز فِي عليين بالسعادة وَقضي حمامه وَانْقَضَت أَيَّامه وسلك بِهِ إِلَى دَار الْمُتَّقِينَ إِحْرَامه
واستقل ظهير الدّين بالدولة وَكَانَ لسلطاننا ظهيرا وللملك النَّاصِر نَصِيرًا وَكَانَ الرُّسُل قد مضوا إِلَى الْوَزير فَلم يصادفوه وَتَوَلَّى أَمرهم ظهير الدّين فألفوه فِي الاعتناء بالأمور كَمَا ألفوه وَكَانَ الْمَنْدُوب فِي الرسَالَة القَاضِي ضِيَاء الدّين الشهرزوري فَإِنَّهُ كَانَ لَهَا يترشح وبأرديتها يتوشح وَفِي مناهجها يتوضح ورأي السُّلْطَان فِيهِ مترجح فَتعين للرسالة وَسَار بِقُوَّة الْقلب والبسالة فلقي من ظهير الدّين مَا دنا بِهِ من الظُّهُور وَحصل مِنْهُ على الوفر الموفور وَالْعرْف المشكور وَالْبر الْمَشْهُور وَأذن وَجه وجاهته بالسفور واقتضت المهام مقَامه هُنَاكَ عدَّة كَثِيرَة من الشُّهُور وَكَانَت لَهُ من الْأَنْعَام الأمامي وَظِيفَة دَاره ومبرة بِهِ وبمن مَعَه بارة فَزَاد بطول الْإِقَامَة طول الْإِقَامَة وتضاعفت بالإدامة وَكَانَت مياومته بِالدَّنَانِيرِ الأمامية تبلغ الْعشْرين فَإِذا انْقَضى الشَّهْر تضاعفت مئين وَذَلِكَ سوى وظائف الطَّعَام والعلوفة والأغنام وَسوى التحف والهدايا والتشريفات والعطايا وَمَا وَصله من الصلات وَشرف بِهِ وسفر بِهِ من نقود النَّفَقَات وَكَانَ السُّلْطَان قد نفذ مَعَه على عَادَة إِنْفَاذه فِي كل سنة إِلَى أَعْيَان الْعرَاق