وسعود الْأَوْلِيَاء بأنوارها فِي سلك الهلك ومسلك الهبوط واهية مَا جد ماجد للهدى وجاد وَاجِد بالندى وَذَادَ رَاع ورعى ذود وأجدى حَيا وأحيى جود
ورد الْمِثَال الشريف العالي الْمشرق بأنوار الْمَعَالِي المشرف اخلص الموَالِي المسعف بِالْإِحْسَانِ المتوالي عَالِيا فِي سَمَاء السماح بثواقب المناقب ونواصع النصائح حاليا بمزايا المزاين ووصايا المحاسن المظفرة الطَّلَائِع المنورة الْمطَالع فَاسْتقْبل الموهبة لمطلعه الْمُنِير وموقفه الْأَثِير بعرفان قدرهَا وإدمان شكرها والإذعان لأمرها والإعلان بسر نشرها ورفل فِي ذيل الفخار لوروده وسفر عَن وَجه الاستبشار بسعوده وَاجِد لَهُ ثوبا من الابتهاج لَا تعبث بِهِ يَد الانهاج وافاض فِي الشُّكْر بِلِسَان لم يزل بِذكر محامده وَنشر مفاخره كثير الالتهاج
وَلما صَادف مقدم الْمِثَال الْعَزِيز مقدمه تيمن بفأل إقباله وجلالة جَلَاله حوالي أَحْوَاله وتلا بتلألؤ آلائه وتتالي نعمائه آمالي أماله وَوجد سفرته إِلَى الشَّام عَن صبح النجاح وَوجه الْفَلاح مسفرة سافرة وألفى ظلال الْعِزّ وسجال النعمى بطالع شمسه وهامر مزنه وارفة وافره وَمَا اِسْعَدْ نهج من طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ صلوَات الله عَلَيْهِ نهجه القويم وسننه اللاحب وخلوص ولائه وخصوص وفائه وَوَصفه اللَّازِم ودأبه اللازب وَمن إمارات سعادته فِي قدومه افتتاحه بِرُؤْيَة الرُّسُل القادمين من مقرّ الرسَالَة ومقام الْجَلالَة وانشراح صَدره وانفتاح امله فِي أمره بجلية تِلْكَ الحاله
اتّفق عِنْد عبورهم على ثغر حمص حماه الله ظفر ابْن الْعم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه بالفرنج الْمُغيرَة واستيلاء يَد الْأسر على الْعدة الْكَثِيرَة والتدمير على أَكْثَرهم بالسطوة المبيدة المبيرة وَإِن الفرنج أباد الله جمعهم وأبد قمعهم شنوا غَارة على غرَّة وطلبوا بهَا حُصُول معرة وشمول مضرَّة فَعرف نَاصِر الدّين وَكَمن لَهُم على طريقهم وَنصر الله على فريقهم فَلم يفلت فَارس الا وَهُوَ مفروس وَلَا طالع الا وَهُوَ منحوس وحظه مبخوس واشتمل حَبل الأسار على عدَّة من الفرسان المعروفين وَقتل الْبَاقُونَ بِسيف أَوْلِيَاء الله الْمُؤمنِينَ الْمُجَاهدين وَهَذَا كُله من بَرَكَات ميامن أَيَّام أَمِير الْمُؤمنِينَ