وسلمت بِهِ الغلات من غاراتهم وَهُوَ خائض فِي أمره وانفاذه غائض فِي بَحر ملاذه وَقد علا شَرعه وخلا ذرعه وحلا لأبواب اللَّذَّات مَعَ اللدات قرعَة ولمراقب المناقب وإبكارها افتراعه وقرعه وَثَبت اصله وزكا فَرعه ودر بالجود والسماحة ضرعه وأنجب بسقيا الندى فِي أَرض الْحَمد زرعه واشتغل كل من الْأُمَرَاء فِي ثغره بهزله وجده وحلوه ومره وخيره وشره ونفعه وضره وعلنه وسره وعسره ويسره وبدا للْكَافِرِ الْوَاصِل ضعف المعاقل وخلوها من الْجند الْقَاتِل
وَمن جملَة شُرُوط هدنة الفرنج أَنهم إِذا وصل لَهُم ملك أَو كَبِير مَا لَهُم فِي دَفعه تَدْبِير إِنَّهُم يعاونونه وَلَا يباينونه ويحالفونه وَلَا يخالفونه فَإِذا عَاد عَادَتْ الْهُدْنَة كَمَا كَانَت وهانت الشدَّة ولانت وبحكم هَذَا الشَّرْط حشدوا الحشود وجندوا الْجنُود واجتمعوا إِلَى الكند الكنود فِي الذؤبان وَالْأسود والزرق وَالْبيض والسمر والسود ونزلوا على حماة فِي الْعشْرين من جُمَادَى الأولى وظنوا أَن لَهُم الْيَد فِي الطُّولى وصاحبها شهَاب الدّين مَحْمُود مَحْمُوم وَالْملك لمرضه مغموم مهموم وَكَانَ سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب بِالْقربِ فَدَخلَهَا وَخرج للحرب وَاجْتمعَ إِلَيْهِ رجال الطعْن وَالضَّرْب وَجَرت ضروب من الحروب وَكَاد الفرنج تهجم الْبَلَد فأخرجوهم من الدروب واتسعت خطى الخطوب واشتدت سطى الكروب وقوت الْمُسلمين عزايم عَليّ بن أَحْمد المشطوب وَأحمد مضاء مضَارب سيف الدّين وَأنزل الله على الْمُسلمين نَص النَّصْر بالتأييد والتمكيين وواصلوا الاشتجار وَقَطعُوا الْأَشْجَار وقاتلوا اللَّيْل وَالنَّهَار واستعاروا وهم أهل السعير مِنْهَا الاستعار وأطلقوا النَّار وأثاروا الثار وأرنوا للأوتار الأوتار وكشفوا الأسوار وكسفوا الْأَنْوَار وأبعدوا فِي الأنجاد والأغوار الغوار وطرقوا الكدار وطرقوا الأقدار فَأَعْجَزَهُمْ الْقدر الْغَالِب وتجمعت على كتبهمْ الْكَتَائِب