كَانَ الْملك الْعَادِل سيف الدّين أَبُو بكر اخو السُّلْطَان على عَادَته فِي تولي الديار المصرية مستمرا ولأمورها بِفضل سياسته وَحسن رعايته ممرا ولإحلاف رفعته بِرَفْع الْخلاف والمراء ومري أفاويق الْوِفَاق مستدرا وَهُوَ مُسْتَقل بِالْأَمر وَالنَّهْي والنجح فِي السَّعْي وابرام المعاقد واحكام الْقَوَاعِد وصونها من الوهن والوهي مستبد بِالْبرِّ والبري والجر والجري والرأي الْمَاضِي الْمُضِيّ الوري والرفو والفري وسداد الرَّمْي وامداد المري مستفيض النَّهْي فائض النَّهْي يولي ويعزل وَيعْلي وَينزل ويسمن ويهزل ويسمي ويحول ويصون ويبذل ويعين ويخذل ويعقد وَيحل ويوقذ وَيدل وَيكرم ويهين ويبهم وَيبين ويصل وَيقطع وَيَضَع وَيرْفَع فَكل أَمِير بتأميره وتأميله وكل أثير بتأثيره وتأثيله وكل جمر بتأريثه وكل جمع بتأثيثه وكل إلْف بتأليفه وكل صرف بتصريفه وكل شَمل بنظمه وكل شُمُول بضمه وكل شعب بلمه وكل شعث برمه وكل حَاكم بِحكمِهِ وكل راسم برسمه وكل خطير بخطره وكل نَاظر بنظره وكل اقليم بدور قلمه وكل ذِي علم يسير تَحت علمه وكل وَال بتوليته وكل عَال بتعليته وكل حَال بتحليته وكل حِسَاب فِي ديوانه وكل كتاب بعنوانه وكل منصب فِي إيوانه وكل نصيب لجنابه مَا نصب الا لجنانه وكل عقد بشده وكل شدّ بعقده وكل أَمر بأَمْره وكل جَار فِي نهره وكل روض لزهره وكل تمر لهجره وكل ثَمَر لشجره وكل دارة لقمره وكل دَار لدره وكل دارين لعطره لَا يَد على يَده وَلَا ينكب عَن جدده وَلَا ذهَاب عَن مذْهبه وَلَا شراب إِلَّا من مشربه وَلَا سنا إِلَّا لشمسه وَلَا جنى إِلَّا لغرسه وَلَا لقحات إِلَّا لأشجاره وَلَا لفحات الا لناره وَلَا إرتسام الا لمراسمه وَلَا اتسام الا بالتسامي فِي مواسمه وَهُوَ سُلْطَان الديار المصرية على الْحَقِيقَة ومرتب أمورها الجليلة والدقيقة وَالسُّلْطَان بِالشَّام فِي مهام الاسلام قد حمل بِمصْر عَنهُ أَخُوهُ وَقد اذعن لَهُ مُلُوك الارض وأملاك السَّمَاء مصرخوه وَهُوَ بأَخيه كثير وَبِحسن أَثَره اثير وَهُوَ يمده بِالْمَالِ وَالرِّجَال ذخرى الارزاق والاجال فَلَمَّا ملك حلب