يحميهم بالطوارق من الطوارق ومطرتهم من رواعد المنايا الَّتِي هِيَ الحنايا بوارق البوائق فَأَقَمْنَا على مقابلتهم بالمقاتلة ومجاولتهم بالمصاولة ومباستطهم بِالْقَبْضِ ومراوضتهم للقسر بالرض ومرابطتهم بالربط والاسر ومصابرتهم للقهر والاسر وهم فِي مَرْكَز دَائِرَة الخذلان وسرحهم مذعور من السرحان وللجراحات فيهم اجتراحات وللقروح مِنْهُم اقتراحات ولطيور السِّهَام من حبات قُلُوبهم سِهَام ولأفواه الْكَلَام من السّنة الأسنة كَلَام وَكلهمْ ضَاقَ بالروع ذرعا وأساغ عَن كأس الْمنية جرعا وتجبب من القراع وتجبن يديم لباب النجَاة بل لسن النَّدَم قرعا وَحقّ لَهُم ان يتمثلوا لقومهم استنت الفصال حَتَّى القرعى فقد عرفُوا أَنهم إِذا برزوا وبارزوا صَارُوا على الْمُلْتَقى صرعى فَمَكَثُوا كَذَلِك خَمْسَة ايام بلياليهن مَحْصُورين محسورين تخالهم فِي ذَلِك الْمضيق مسجونين مأسورين ورجالنا من الْجَبَل ترومهم وترميهم وتديم عَلَيْهِم رش المريشات وتدميهم وخيلنا تغير يَمِينا وَشمَالًا وَتوسع فِي ساحات سواحلهم مجالا وَتَسْبِي عقائل وتعقل سَبَايَا وتجبي نقود آجالهم وَكَانَت نسايا وَتحصل على مرباع الْغَنَائِم والصفايا وتستخرج من زَوَايَا ذخائرهم الخبايا وهم فِي مقامهم الذى برح بهم لَا يبرحون ولقذى اليغالق فِي الحمالق مِنْهُم لَا يصرخون ورحلنا عَنْهُم يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة لاستخراجهم من مكانهم واستدراجهم ليبرزوا الى أقرانهم فَمَا صدقُوا بتنفيس خناقهم وتخلص ارماقهم حَتَّى نكصوا على الاعقاب وتوقلوا فِي تِلْكَ الْعقَاب وراينا النكاية فيهم قد بلغت غايتها وجاوزت نهايتها وَالْأَيْدِي قد كلت والسمر وَالْبيض تحطمت وانفلت والأزواد قد تَعَذَّرَتْ وَقلت وَفِي الْغَنَائِم مَا أوجب ثقل الظُّهُور وَفِي عدد الاسرى مَا تعدى حد الوفور فعدنا بالنصر والحبور وَوجه الْإِسْلَام بَادِي السفور وَقد شرعنا فِي غَزْوَة أُخْرَى الى الكرك قبل دُخُول الشتوة وانطلاقها وَرُجُوع العساكر الى مواطنها وافتراقها ونأمل من الله أَن يجرينا من نَصره على أحسن العوايد ويوردنا من الظفر عذب الْمَوَارِد